«الناقورة».. بلدة لبنانية شاهدة على دمار الحرب ومعاناة النازحين (صور)

«الناقورة».. بلدة لبنانية شاهدة على دمار الحرب ومعاناة النازحين (صور)
آثار العدوان الإسرائيلي على بلدة الناقورة

في بلدة الناقورة الساحلية الحدودية مع إسرائيل، اختفت الحياة تماماً، حيث باتت البيوت المدمرة شاهداً على حرب مدمرة بين حزب الله وإسرائيل. 

ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، لم يتمكن السكان من العودة بسبب حجم الدمار وخطورة الوضع الأمني، وفق وكالة "فرانس برس".

انتشر الجيش اللبناني في البلدة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية في 6 يناير، استعداداً لتطبيق كامل بنود الاتفاق الذي ينص على انسحاب إسرائيل خلال 60 يوماً، مع تعزيز وجود الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.

آثار العدوان الإسرائيلي على بلدة الناقورة (1)

دمار شامل يعوق العودة

يقول رئيس البلدية عباس عواضة، من أمام مبنى البلدية المتضرر، إن الناقورة أصبحت "بلدة منكوبة"، ويضيف: "نحتاج إلى ما لا يقلّ عن ثلاث سنوات لإعادة الإعمار، في ظل غياب التمويل". 

وبينما تعمل جرافة صغيرة على إزالة الركام، تبرز آثار الدمار الهائل: بيوت مهدمة، أشجار مقتَلَعة، وشوارع تحوّلت إلى ممرات وعرة.

وأشار عواضة إلى أن نسبة الدمار في البلدة وصلت إلى 90%، بعد دخول القوات الإسرائيلية وإقدامها على تفجير المنازل وتجريف البساتين. 

ورغم انسحاب القوات من الناقورة وبعض المناطق، لا يزال وجودها في مناطق أخرى يعيق استقرار الأهالي.

آثار العدوان الإسرائيلي على بلدة الناقورة (2)

ذكريات تحت الأنقاض

فاطمة يزبك، البالغة من العمر 61 عاماً، تعيش في مركز إيواء بمدينة صور، تتحدث بألم عن منزلها المدمر في الناقورة، قائلة: "هذا البيت ربّيت فيه أولادي.. ذكرياتي كلها هناك".

أما علي مهدي، الذي فقد منزله بالكامل بعد الهدنة، فيقول: "كان يمكنني ترميم منزلي، لكن بعد الهدنة، دمّر الإسرائيليون كل شيء".

مصطفى السيد، الذي نزح مع عائلته إلى مركز إيواء في صور، يتساءل بغضب: "هل يعقل أن يعيش الإنسان حياته كلها في نزوح؟ نريد حلاً نهائياً لهذه الحروب".

آثار العدوان الإسرائيلي على بلدة الناقورة (3)

تحديات أمنية وإنسانية

مع استمرار منع الأهالي من دخول البلدة حفاظاً على سلامتهم، يجد السكان أنفسهم في انتظار طويل لإعادة إعمار حياتهم. 

وفي الوقت الذي تُسيّر فيه دوريات اليونيفيل في المنطقة، لا تزال آثار الحرب والدمار تشكل تحدياً أمام أي أمل في العودة.

بين أطلال الناقورة وألم سكانها، تعكس المأساة حجم المعاناة التي تحملها الحروب، في وقت يستمر فيه البحث عن حلول تُعيد الحياة إلى المناطق المنكوبة وتنهي دوامة النزوح والمعاناة الإنسانية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية